Saturday, August 8, 2009

مرثية مالك بن الريب

شاعر لم يعش شاعراً، ولكنه مات شاعراً
هو مالك بن الريب بن حوط من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، ولد في أول دولة بني أمية ونشأ في بـــادية بني تميم بالبصرة بالعراق



كان مالك شابا شجاع لا ينام الليل إلا متوحشاً سيفه ولكنه استغل قوته في قطع الطريق هو وثلاثة من أصدقائه. وفي يوم مر عليه سعيد بن عثمان بن عفان وهو متوجه لفتح خُرسان فأغراه بالجهاد في سبيل الله بدلاّ من قطع الطريق، فاستجاب مالك لنصح سعيد وذهب معه وأبلى بلاءً حسناً، وفي عودته إلى وادي الغضا في نجد وهو مسكن أهله، مرض مرضاً شديداً، فقال هذه القصيدة الفريدة يرثي بها نفسه، هذا قول. وهناك قول آخر، أن حية أو عقرب قد دخلت خفه فلسعته. وقد كانت وفاة مالك بعد نظمه لهذه القصيدة في خلافة معاوية سنة 56هـ


ابيات من المعلقة



ألا ليت شعري هل ابيتنّ ليلهً *** بوادي الغضا اُزجي القلاص النواجيا

فليت الغضا لم يقطع الركب دونهُ *** وليت الغضا ماشى الرّكاب لياليا

لقد كانَ في اهلِ الغضا لودنا الغضا *** مزارٌ و لكنّ الغضا ليس دانيا

الم ترني بعتُ الضلاله بالُهدى *** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا

تذكرت من يبكي عليَّ فلم أجد *** سوى السيف والرمح الرديني باكيا




شرح المفردات
الغضى: نبات من نبات البادية
أزجي: أسوق سوقا رفيقاً
القلاص: الإبل
النواجي: السريعة
الرديني: الرمح القوي نسبه الى ردينه وهي قبيله كانت تجيد صنع الرماح
أشقر محبوك: يعني حصانه الاشقر القوي
تراءت: ظهرت وبدت
مرو: عاصمة خرسان
خل: ضعف
سهيل: نجم لامع يطلع من الجنوب كان العرب يحبونه ويكثرون من ذكره
السدر: ورق السدر العر ب يستخدمونه بدل الصابون وهو شجر كالأشنان يغسل بمائه الميت
عطافاً: انعطف نحو الاعداء مهاجماً
احجمت: تراجعت
باكيه اخرى: يعني زوجته

الشرح

ياترى هل تعود ايامنا مع الاحباب بوادي الغضا فأبيت فيه ليله اسوق النياق السريعة
إن أهل الغضا احباب مخلصون لو كانوا قريبين منا لواصلونا وزارونا ولكنهم للأسف بعيدون
لقد كنت ضالاً فاهتديت وأصبحت في الجيش الغازي بقيادة سعيد بن عفان

وحين أتذكر موتي ومن سيبكي عليّ لم أجد إلا رمحي وسيفي وهذا الفرس المضمّر القوي ألذي يجرٌ رسنه الى الماء دونما فارس يسقيه حينما شعرت بالموت عبد مدينة مرو وضعف جسمي قلت لاصحابي "ارفعوا راسي لأرى نجم سهيل فهو نجم محبوب لدي لأنه يطلع من نحو اهلي"، فإذا خرجت روحي فاغسلاني بالسدر وجهزا أكفاني وأبكيا لوفاتي واحفرا قبري برؤس الرماح وغطيا وجهي بالزائد من ثوبي
ووسعا لي في قبري لأن أرض الله، فقد كنت أيام قوتي لايستطيع أحد أن يجرّني. وكنت انعطف على الاعداء إذا تقهقرت ألخيل وأسرع إلى نجدة من يدعوني

No comments:

Post a Comment